تعريف النباتات الوعائية اللابذرية

تُعرَّف النباتات الوعائية اللابذرية (بالإنجليزية: Seedless vascular plants) على أنها نباتات ذات أنسجة وعائية، لا تتكاثر بالبذور، كما أنها لا تُزهر، وتعتمد في تكاثرها على الأبواغ أُحادية الخلية خفيفة الوزن، سهلة الانتقال بواسطة الريح، ومن أشهرها نباتات السراخس، وذيل الحصان التي تنمو مُعظمها بالقرب من موارد المياه؛ ويعود ذلك إلى حاجة النباتات الوعائية اللابذرية إلى الرطوبة كعامل مُساعد لنقل الحيوانات المنوية، وإيصالها للبويضات داخل النبات، حيث يسبح الحيوان المنوي في الرطوبة ليتمكن من الوصول إلى البويضة، وتخصيبها لإنتاج الأبواغ الضرورية لاستمرار هذا النوع من النباتات وبقائها.[١]


تركيب النباتات الوعائية اللابذرية

تشترك جميع أنواع النباتات الوعائية اللابذرية أو كما يطلق عليها النباتات القصبية (بالإنجليزية: Tracheophytes) بوجود الجذور، والأوراق، والأنسجة الوعائية، حيث تتكون هذه الأنسجة الوعائية من نسيج الخشب الذي يقوم بنقل الماء بين أجزاء النبات المختلفة، ومن اللحاء الذي يعمل على تحريك السكريات، ونقلها ليستفيد منها النبات، ويستهلكها، كما أن لهذه النباتات جذورًا تربطها بالتربة، وتساعد على ثبات قوامها، حيث يزيد وجود هذه الجذور من فعالية امتصاص المياه؛ وذلك لما يسببه كم زيادة في مساحة الامتصاص الخاصة بالنبات، والتي يحصل من خلالها على حاجته من الماء.[٢]


إضافة للأنسجة الوعائية، والجذور فإن الأوراق من أهم الأجزاء الضرورية لبقاء النبات، حيث تتميز النباتات الوعائية اللابذرية بأحجام أوراقها الكبير نسبيًا الأمر الذي يزيد من فرصة امتصاص والتقاط أشعة الشمس الضرورية جدًا في عملية البناء الضوئي، والتي تُعتبر من أهم العمليات اللازمة لبقاء النبات وازدهاره، ووجود الأوراق بهذه الأحجام الكبيرة في النباتات الوعائية اللابذرية يجعلها أكثر قدرةً على النمو، والتطور بشكل سريع بخلاف ما يحدث في النباتات الوعائية البذرية ذات الأوراق الأصغر حجمًا.[٢]


تطور النباتات الوعائية اللابذرية

يعتقد العلماء أن النباتات الوعائية اللابذرية متطورة في الأصل من نباتات بدائية تُسمى الطحالب (بالإنجليزية: Bryophytes)، حيث كانت الطحالب تفتقر إلى وجود الأنسجة الوعائية والجذور الحقيقية والأوراق؛ إلا أنها تطورت خلال الزمن لتتكيف مع التغيرات الأمر الذي جعلها تتطور لتعطي النباتات الوعائية اللابذرية، ومن الجدير بالذكر أن امتلاك النباتات الوعائية اللابذرية للأنسجة الوعائية سواء كانت خشب، أو لحاء، أو جذور؛ جعل منها نباتات ثابتة القوام ومدعمة الهيكل بشكل جيد، الأمر الذي سمح لها بأن تنمو بمعدلات أكبر بكثير من أسلافها الطحالب، على سبيل المثال فإن نبات السرخس لديه القدرة على النمو والارتفاع لأكثر من 18 مترًا.[٢]


أهمية النباتات الوعائية اللابذرية

تتمثل أهمية النباتات الوعائية اللابذرية في العديد من الأمور الهامة، ومن ضمنها الآتي:[٣]

  • تظهر أهمية النباتات الوعائية اللابذرية في أسلافها الطحالب، ونباتات حشيشة الكبد حيث غالبًا ما تكون الطحالب هي النباتات الأولية التي تستعمر أي منطقة جرداء وخالية من النباتات في محاولةٍ لإعادة الحياة لها بعد تعرضها لحدث كارثي ما أدى إلى جعلها جرداء، وأدى إلى القضاء على جميع الكائنات الحية التي كانت فيها، حيث أن وجود الطحالب، وحشيشة الكبد في هذه المناطق يوفر الغذاء الأساسي، وكذلك المأوى لغيرها من النباتات، والكائنات الحية الأُخرى التي تتغذى على هذه الأنواع من النباتات، مما يُساعد على عودة الحياة إلى هذه المناطق.
  • يمكن للطحالب أيضًا التكيّف والعيش حتى في ظل الظروف القاسية منها تجمد التربة الحاضنة لها؛ ويعود ذلك إلى عدم امتلاك أسلاف النباتات الوعائية اللابذرية للجذر؛ مما يساعد على عودتها السريعة للحياة بعد جفافها بمجرد توفر الماء مرة أُخرى، ومن الأمثلة على ذلك ما يحدث في بيئات التندرا.
  • تمثل الطحالب قاعدة السلسلة الغذائية حيث تمثل الغذاء الأساسي للعديد من الكائنات الحية من الحشرات إلى ثيران المسك، كما تتغذى الحيوانات المفترسة على النباتات العاشبة وتُعتبر المُستهلك الأساسي لها.
  • تجعل الطحالب التربة أكثر قابلية للاستعمار، وأكثر قدرة على دعم باقي الكائنات الحية، حيث تقوم الطحالب بتثبيت النيتروجين في التربة؛ مما يجعلها أثر صلاحية لدعم النباتات وتواجد الكائنات الحية فيها.
  • يُعد تناقص مستوى الطحالب في التربة مؤشرًا على زيادة التلوث في التربة، حيث لوحِظ اختفاء الطحالب في مناطق التلوث العالي؛ وذلك بسبب امتصاصها للمغذيات بواسطة أسطحها المكشوفة، مما يُسهل عملية اختراق الملوثات لأنسجتها وإيقاع الضرر بها.
  • تساعد النباتات الوعائية اللابذرية مثل السرخسيات في عملية تجوية الصخور، الأمر الذي يُسرع من عملية تكوّن التربة السطحية، كما تساهم في تقليل معدلات التعرية؛ بسبب وجود جذورها في التربة، والتي تساعد في تثبيت التربة وزيادة تماسكها.
  • يُساعد سرخس الماء المعروف باسم (Azolla)، في تثبيت النيتروجين؛ بسبب إيوائه لنوع من البكتيريا الزرقاء المثبتة للنيتروجين.
  • مثلت النباتات الوعائية اللابذرية عبر التاريخ مصرًا للغذاء، والوقود، والطب، كما تم استعمالها كنباتات للزينة؛ بسبب ازدهارها وقدرتها على النمو في ظل الإضاءة الخفيفة.
  • أدى وجود النباتات الوعائية اللابذرية وأسلافها من الطحالب على مرِّ تاريخ الأرض الطويل على ترسيب كميات كبيرة من الفحم في جميع أنحاء العالم، ومثل الفحم مصدرًا مهمًا وأساسيًا للوقود الذي تحتاجه البشرية في شتى المجالات.



المراجع

  1. libre texts (2020), " Seedless Vascular Plants ", libre texts, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Meg Schader (2021), "characteristics of seedless vascular plants", sciencing, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  3. lumen learning (2020), "seedless vascular plants", lumen learning, Retrieved 16/11/2021. Edited.