النعجة دوللي وعلاقتها بالاستنساخ
النعجة دوللي هي أنثى الخروف الفنلندي دورست (دورست هي مقاطعة إنجليزية في جنوب غرب إنجلترا)، والتي عاشت بين عامي 1996م و 2003م، وما يجعلها مميزة وموضع الحديث هو أنها أول استنساخ لحيوان ثديي بالغ، وقد عمل على إنتاجها عالم الأحياء البريطاني البروفسيور إيان ويلموت وزملاؤه في معهد روزلين في اسكتلندا، وقد كان هذا الإنجاز علامة فارقة وخطوة رائدة في مجال العلم، فقد أثبتت النعجة دوللي بمجرد ولادتها والإعلان عن ذلك في شهر فبراير من عام 1997م أن الثدييات البالغة يمكن استنساخها، وقد دحض هذا جميع الفرضيات السابقة المتعلقة بهذا الموضوع، وقد سميت النعجة دوللي على اسم مغنية الريف دوللي بارتون.[١][٢]
كان فريق البروفيسور إيان ويلموت في معهد روزلين والذي عمل على استنساخ النعجة دوللي مكونًا من العديد من العلماء، وعلماء الأجنة، والجراحين، والأطباء البيطريين، وموظفي المزارع.
كيف تمت عملية استنساخ النعجة دوللي؟
أراد العلماء في معهد روزلين معرفة المزيد من المعلومات حول كيفية تغير الخلايا أثناء التطور وما إذا كان يمكن استخدام خلية متخصصة، مثل خلايا الجلد والدماغ، لصنع حيوان جديد، ولهذا فقد قاموا بتجاربهم حتى استنسخوا النعجة دوللي، وقد تم استنساخ دوللي من خلية غدة ثديية مأخوذة من نعجة دورست فنلندية بالغة عمرها 6 سنوات، وخلية بويضة مأخوذة من خروف اسكتلندي ذي وجه أسود بعد إزالة نواتها، وقد ابتكر ويلموت وفريقه طريقة لدمج الخلية الثديية مع خلية البويضة غير المخصبة التي أزيلت نواتها باستخدام نبضات كهربائية، وأدت عملية الاندماج إلى نقل نواة الخلية الثديية إلى خلية البويضة، والتي بدأت بالانقسام بعد ذلك، ومن أجل قبول نواة الخلية الثديية داخل البويضة المضيفة تعمد الفريق حجب المغذيات عن الخلايا؛ لحث الخلية على التخلي عن الدورة الطبيعية للنمو والانقسام والدخول في مرحلة السكون، وبعد ذلك نجحت بعض الخلايا المدمجة في تكوين الأجنة، ونُقلت هذه الأجنة إلى 13 نعجة متلقية جديدة، فحملت واحدة، وبعد 148 يومًا، ولدت دوللي.[١][٢]
المدة الطبيعية لحمل الأغنام هي 148 يومًا، أي أن النعجة دوللي تم حملها وولادتها بشكل طبيعي.
الأفكار والتنبؤات التي بنيت بعد استنساخ النعجة دوللي
أثارت ولادة النعجة دوللي جدلاً واسعًا بشأن تقنية استنساخ الثدييات والاستخدامات العديدة المحتملة لها وما سينشأ عن هذه الاستخدامات من آثار سلبية أو إيجابية، ومن الأفكار والتنبؤات التي فكر بها العديد بعد استنساخ النعجة دوللي ما يأتي:[٣]
- إمكانية استنساخ البشر كغيرهم من الثدييات التي ثبت أنه يمكن استنساخها تمامًا كالنعجة دوللي، وما ينطوي عليه هذا الأمر من آثار سلبية.
- إمكانية منع الإصابة ببعض الأمراض.
- استنساخ الأطفال الذين فقدهم والداهم، واستنساخ الموتى بشكل عام، وهو بالطبع أمرٌ جلل ويستحق التفكير طويلًا.
- إمكانية تطوير الخلايا الجذعية المشتقة من الخلايا البالغة، وهو إنجاز فاز به عالم بيولوجيا الخلايا الجذعية شينيا ياماناكا بجائزة نوبل في عام 2012م.
أثبتت ولادة النعجة دوللي أن نواة الخلية البالغة تحتوي على كل الحمض النووي اللازم لتكوين حيوان آخر جديد.
حياة النعجة دوللي
أظهر تحليل الحمض النووي الخاص بدوللي أن تيلوميراتها (التيلوميرات هي أغطية موجودة على أطراف جزيئات الحمض النووي، وهي تحمي الحمض النووي من التلف) أقصر مما هو متوقع بالنسبة للأغنام العادية من نفس العمر، وعندما يتقدم الحيوان أو الشخص في العمر، تصبح التيلوميرات الخاصة به أقصر بشكل تدريجي، مما يعرض الحمض النووي لمزيد من الضرر، ويُعتقد أن تيلوميرات دوللي أقصر؛ لأن الحمض النووي الخاص بها جاء من نعجة بالغة، ولم يتم تجديد التيلوميرات بالكامل أثناء تطورها، وهذا يعني أن دوللي كانت أكبر من عمرها الفعلي (كان عمرها الفعلي عام واحد)، ورغم ذلك فقد عاشت دولي حياة طبيعية مع الأغنام في معهد روزلين، وكانت تجري بعض اللقاءات مع الصحافة أحيانًا، وأنجبت 6 حملان، أولهم بوني، في عام 1998م، وبعد أن أنجبت دوللي آخر حملين لها في عام 2000م، تم اكتشاف إصابتها بفيروس (JSRV)، والذي يسبب سرطان الرئة في الأغنام، وفي عام 2001، أصيبت بالتهاب المفاصل وعولجت منه.[٢][٤]
قال البروفيسور إيان ويلموت أنه لا يوجد ما يثبت أن الاستنساخ هو سبب إصابة النعجة دوللي بالتهاب المفاصل.
وفاة النعجة دوللي
بعد علاج دوللي من التهاب المفاصل الذي أصابها عاشت حياة طبيعية حتى عام 2003م، ثم أصيب بالسعال، وبعد إجراء الفحوصات بالأشعة المقطعية تبين أن دوللي مصابة بأورام في الرئتين، ولذلك تم اتخاذ قرار قتلها بشكلٍ رحيم، وتخليصها من الألم والمعاناة، وتوفيت النعجة دوللي؛ أول حيوان ثديي مستنسخ في 14 فبراير 2003م، وعمرها 6 أعوام.[٢][٣]
أين توجد النعجة دوللي الآن؟
بعد وفاة النعجة دوللي تبرع معهد روزلين بجثتها لمتحف اسكتلندا الوطني في إدنبرة، حيث تم حفظ جسدها وعرضه في المتحف، وأصبح واحدًا من أكثر المعروضات شهرة فيه.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "Dolly", britannica, Retrieved 15/3/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "The Life of Dolly", dolly.roslin, Retrieved 15/3/2022. Edited.
- ^ أ ب "20 Years after Dolly the Sheep Led the Way—Where Is Cloning Now?", scientificamerican, Retrieved 15/3/2022. Edited.
- ↑ "Dolly's arthritis dents faith in cloning", ncbi.nlm.nih, Retrieved 15/3/2022. Edited.
- ↑ "The Life of Dolly", dolly.roslin, Retrieved 15/3/2022. Edited.
وجه النعجة دوللي الأبيض هو أول العلامات على أنها مستنسخة لأنها إذا كانت مرتبطة وراثيًا بوالدتها التي حملتها في رحمها، لكان وجهها أسود؛ إذ إن وجه والدتها أسود، لكنها ولدت بوجه أبيض تمامًا كالنعجة التي استنسخت عنها.