أسئلة متنوعة عن الميكروبات

جميع الكائنات المجهرية يمكن تسميتها بالميكروبات، وتشمل البكتيريا، والآركيا، والطلائعيات، وبعض أنواع الفطريات؛ وجميعها خلايا حية، إلا أن الميكروبات تشمل أيضًا الفيروسات، ولكن لا يمكن تصنيف الفيروسات على أنها حية إلا عند وجودها داخل عائل تتكاثر في خلاياه.^[٢]

علم الكائنات الحية الدقيقة (بالإنجليزية: Microbiology) هو أحد فروع العلوم الحياتية، وهو يختص بدراسة الكائنات الدقيقة بشتى أنواعها، ويشمل دراسة علم الخلايا الدقيقة، وعلم الأمراض، وعلم التشخيصات الطبية، وعلم وراثة الميكروبات الجزيئية، وعلم تصنيف الكائنات الحية الدقيقة.^[٣]

البكتيريا هي كائنات بدائية النوى أحادية الخلية، يتواجد الحمض النووي الوراثي الخاص بها في سيتوبلازم الخلية، وقد تمتلك في بعض الأحيان حمض نووي إضافي يسمى البلازميد (Plasmid) في السيتوبلازم أيضًا، وتتواجد البكتيريا في كل مكان تقريبًا، ولها أنواع وأشكال عدة، فبضعها كروي الشكل وبعضها بيضاوي، وتختلف أنواعها تبعًا لمكان تواجدها، فلكل نوع منها تكيّفات محددة تتيح لها البقاء والتكاثر تحت ظروف معينة.^[٤]

الآركيا هي كائنات دقيقة بدائية النوى أحادية الخلايا، تختلف في بنيتها الجزيئية عن البكتيريا، وتمتاز بأن العديد من أنواعها يعيش تحت ظروف استثنائية، وذلك يعود لقدرتها على التكيف مع البيئات الصعبة؛ كالمناطق البركانية عالية الحرارة، أو المياه شديدة الملوحة، أو حتى المناطق القطبية شديدة البرودة، حيث تمتاز خلايا الآركيا بوجود جدار خلية سميك يقوم بحماية الخلية ومساعدتها على العيش في ظروف قد لا يعيش فيها أي كائنٍ آخر، بالإضافة للعديد من التكيفات العضوية والوظيفية التي تساعدها على ذلك.^[٥]

تندرج الفيروسات ما بين الكائنات الحية واللاحية، إذ إنه لا يوجد تصنيف محدد لها وفق الممالك الحية الخمس، فهي عبارة عن مادة وراثية (DNA أو RNA) محاطة بغشاء بروتيني، وغير قادرة على التكاثر والبقاء وحدها، وإنما تتكاثر من خلال الدخول إلى جسم العائل والتكاثر في خلاياه، وتندرج تحت مسمى الميكروبات لتشابهها في بعض الصفات مع الكائنات الحية الدقيقة، كصغر حجمها، ويعتقد العلماء أن أعداد الفيروسات في الطبيعة يفوق أعداد البكتيريا بنسبة 1: 10.^[٦]

تنص نظرية جرثومة المرض (The Germ Theory of Disease) على أن إحدى مسببات الأمراض هي الجراثيم أو الكائنات الحية الدقيقة، وقد كان العالم لويس باستور هو من وضع هذه النظرية، وهو أول من ربط ما بين الأمراض والكائنات الدقيقة، وبين تلف المواد الغذائية والكائنات الدقيقة، وهو الذي وضع مبدأ "البسترة"، أي غلي المواد الغذائية كالحليب لقتل الكائنات الدقيقة التي تسبب التلف أو المرض، حيث إن العديد من الميكروبات لا تستطيع مقاومة درجات الحرارة المرتفعة مما يجعل البسترة حلاً فعّالاًً للتخلص منها.^[٧]

لا، فالكائنات الحية الدقيقة كغيرها من الكائنات بعضها ضار وبعضها نافع، ويطلق على الكائنات الدقيقة الضارة "مسببات الأمراض Pathogens" وتشمل أي ميكروب بكتيري، أو فيروسي، أو فطري؛ يقوم بإحداث ضرر أو مرض للعائل، أما الميكروبات التي لا تسبب مرضًا أو ضررًا للعائل فتسمى الكائنات "غير المسببة للمرض Nonpathogenic"، وقد يكون بعضها نافعًا أيضًا، فعلى سبيل المثال، تستخدم بعض أنواع البكتريا في عمليات التخمير، وصناعة الأجبان والألبان.^[٨]

نعم، ويطلق عليها اسم "الفلورا الطبيعية Normal Flora"، وهي البكتيريا التي تتواجد وتعيش بشكل طبيعي على جسم الإنسان، وهي غير مؤذية، بل نافعة، وتتواجد على الجلد، والجهاز الهضمي، والجهاز التناسلي، وغير ذلك، على سبيل المثال، البكتيريا من نوع (Staphylococcus epidermidis) أو البكتيريا الكرويّة العنقودية الجلديّة تنتشر على الطبقة الجلدية الخارجية من جسم الإنسان، و (Lactobacillus) تتواجد في الجهاز الهضمي ولها فوائد عدة في هضم وامتصاص الطعام، وتختلف أنواع البكتيريا المتواجدة على الجسم بين شعوب وأخرى تبعًا لاختلاف نمط الحياة، ونمط الطعام، وتربية الحيوانات الأليفة، وغير ذلك، إلا أن وجودها في جسم الإنسان الطبيعي لا غنى عنه ولا مهرب منه.^[٩]

تتداخل هندسة الجينات مع علم الكائنات الحية الدقيقة التطبيقي، حيث يسهل التعامل مع المادة الوراثية الخاصة بالبكتيريا وإجراء التعديل الجيني عليها بما فيه مصلحة البشرية، وتشكل البكتيريا خيارًا مناسبًا لسرعة تكاثرها وبساطة خلاياها، ولذلك تستخدم في العديد من تطبيقات الهندسة الجينية مثل؛ صناعة الإنسولين وتوفيره بكميات اقتصادية لمرضى السكري.^[١٠]