الصفات الوراثية التي تتأثر بالعوامل البيئية

تعرف الصفات الوراثية بأنها الصفات التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء،[١] ويشار دائمًا إلا أن الجينات الوراثية هي المسؤولة عن تحديد هذه الصفات والتحكم بها، إلا أن بعض الصفات الوراثية تتأثر بالعوامل البيئية أيضًا، إذ تتشكل بعض السمات من خلال التفاعل بين جينات الكائن الحي والعوامل البيئية المحيطة به، والتي تشمل كل شيءٍ خارج الحمض النووي للخلية؛ بما في ذلك الضوء، ودرجة الحرارة، والرطوبة، وغيرها،[٢] وفيما يأتي بعض الصفات الوراثية التي تتأثر بالعوامل البيئية:


لون الجلد

للجلد أهميةٌ بالغة للكائن الحي؛ إذ تظهر أهمية الجلد في أنه يعد الحاجز الرئيسي في الدفاع عن الجسم، إضافةً إلى العديد من الوظائف الأخرى كتنظيم درجة حرارة الجسم، والإدراك الحسي، وغيرها، وتعتمد صفة لون الجلد الوراثية على كمية صبغة الميلانين الموجودة في خلاياه، والتي يتم تصنيعها بفعل إنزيم معين يُسمى إنزيم التيروزيناز الذي يحتوي على عنصر النحاس، كما أن بعض الجينات الوراثية تؤثر على صفتي لون الجلد والشعر في الكائن الحي، بالإضافة إلى العوامل السابقة؛ فإن البيئة تلعب دورًا مهمًا في تغير لون الجلد، إذ إن الإشعاع الشمسي يُسبب طفراتٍ تؤثر على الصبغة المسؤولة عن لون الجلد، وهي صبغة الميلانين، حيث إن زيادة التعرض لأشعة الشمس يؤدي إلى زيادة تركز صبغة الميلانين في الجسم وتغير لون الجلد، كما أن التقدم في العمر يؤدي إلى تقليل صبغة لون الجلد أيضًا.[٣]


صبغة الكلوروفيل في النبات

تحتوي النباتات على صبغة الكلوروفيل التي تعطيها اللون الأخضر، وهي تعتمد بصورةٍ أساسية على كمية الضوء التي تمتصها النباتات لتقوم بعملية البناء الضوئي؛ وهي عملية تقوم النباتات من خلالها بتحويل ضوء الشمس إلى طاقة كيميائية، إذ تحتوي النباتات على جزيئات تعمل على امتصاص ضوء الشمس ضمن أطوال موجيةٍ معينة والاستفادة منه بعد ذلك، وبالطبع فإن النباتات تمتلك جيناتٍ مسؤولةٍ عن إنتاج صبغة الكلوروفيل؛ وقد تتأثر كمية الصبغة المُنتجة بفعل الضوء، فإذا تمت زراعة النبتة في الظلام فإنها ستنمو بلونٍ مائلٍ إلى الأصفر نتيجة غياب الضوء؛ وبالتالي قلة صبغة الكلوروفيل المتكونة فيها، أما عند زراعة النبتة في الضوء فستحصل على القدر الكافي منه لتُنتج صبغة الكلورفويل بشكلٍ أفضل وتظهر بلونٍ أخضر.[٤]


لون الفراء في القط السيامي

يكون اللون الطبيعي الذي تبدأ القطط السيامية (Siamese Cats) به هو اللون الأبيض، ومع مرور الوقت يمكن أن تتغير ألوان بعض المناطق لتصبح أغمق من اللون الطبيعي، مثل مناطق الأنف، والأذنين، والكفوف، والذيل، إذ إن هناك علاقة كبيرة بين درجة الحرارة وتغير لون فراء القطط فمن الممكن أن تتحول بعض المناطق الفاتحة إلى مناطق غامقة في أشهر الشتاء الباردة، ومن الممكن أن تتحول إلى اللون البني المحمر في المناطق المشمسة، حيث إن فصيلة القطط السيامية تمتلك صبغاتٍ خاصة تكون حساسة لدرجة الحرارة، كما أن طبيعة الغذاء يُمكن أن تغير من لون الفراء في القطط السيامية؛ إذ إن تناول أطعمة تحتوي على الحمض الأميني التايروسين (وهو الحمض الأميني المسؤول عن صناعة صبغة الميلانين) يمكن أن يتسبب في تفتيح لون شعر القطط السوداء إلى لونٍ مائلٍ إلى الأحمر.[٥]






المراجع

  1. "What is Genetics?", azolifesciences, Retrieved 28/10/2021. Edited.
  2. "What is an Environmental Factor?", learn.genetics.utah, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  3. "Human skin color: Origin, variation and significance", sciencedirect, Retrieved 28/10/2021. Edited.
  4. "Light and photosynthetic pigments", khanacademy, Retrieved 28/10/2021. Edited.
  5. "Why Haircoats Can Change Color", catwatchnewsletter, Retrieved 28/10/2021. Edited.