ما هو المقصود بالاستنساخ؟

الاستنساخ (بالإنجليزية: Cloning)، يعني العملية التي يتم فيها إيجاد وتوليد نسخة متطابقة جينيًا من خلية أخرى أو جسم آخر، وهو أمر يتم بشكل طبيعي عند مضاعفة الخلايا الجسمية دون تغيير في مادتها الوراثية، يحدث هذا الاستنساخ في البكتيريا بحيث تضاعف (Duplicate) نفسها كوسيلة للتكاثر والنمو، في عملية تسمى الانشطار الثنائي أو التبرعم (budding)، أما خلايا الإنسان الجسمية؛ فعملية مضاعفتها (استنساخها) تسمى الانقسام (mitosis).[١]


آلية عمل الاستنساخ

الاستنساخ يقوم على مضاعفة وتكثير الخلايا الجسمانية، مع الحمض النووي المطابق للأصل، وهنا؛ لا بد من وجود وسط لينمو فيه ويتكاثر، ومن ذلك فإن أول خطوة في عملية الاستنساخ تتمثل في نقل وزرع الجنين، المادة الوراثية (الجين)، أو الخلية كاملة في رحم مستقبل له،[٢] ويمكن سرد خطوات آلية الاستنساخ في الطرق التالية:


استنساخ الخلايا الجسمية (SCNT)

من مثل النعجة دوللي، وخطواته كالآتي:[٢]

  • يتم نزع المادة الوراثية في استنساخ الخلايا الجسمية ونقلها لخلية من نفس الجسم تم أخذها من أنسجته.
  • يتم تحفيز الخلية للانقسام بتوفير الظروف المناسبة لذلك.
  • عند الوصول في الانقسامات حتى مرحلة الجنين، ينقل ليزرع في رحم مستقبل.
  • وهنا تتم مراقبة تطوره من عدمه، والناتج لا بد من أن يكون من نفس نوع الجسم الذي تم أخذ المادة الوراثية منه.


استنساخ الأجنة

وهو المقصود به ما يتم داخل المختبر، أي أطفال الأنابيب (IVF)، وتتمثل خطوات هذا النوع من الاستنساخ في الآتي:[٢]

  • يتم جمع الحيوان المنوي والبويضة في المختبر، لإنتاج ما يسمى الزايجوت (zygote)، وهو ما يمكن القول بشكل أولي بأنه جنين.
  • ينقسم هذا الجنين من خلية إلى خليتين؛ من ثم أربع خلايا.
  • في هذه المرحلة يمكن فصل هذه الخلايا المتماثلة جينيًا، وتركها لتطور وتنمو.
  • في حال نمو هذه الخلايا ومضاعفتها، تتمثل الخطوة التالية في نقلها وغرسها في رحم الأم.


استنساخ الجين الواحد

تهدف هذه العملية عن البحث والاستقصاء والتطوير في الأبحاث والدراسات، وتتم بالشكل الآتي:[٣]

  • يتم عزل الجين المراد استنساخه.
  • نقل الجين لمادة وراثية جديدة، حتى يتم تكثيره فيها، وغالبًا ما يكون داخل بلازميد البكتيريا، وهو عبارة عن مادة وراثية دائرية صغيرة، يتم قطعها من ثم إدخال الجين الجديد إليها.
  • داخل ظروف المختبر المناسبة، يتم تكثير البلازميد المحتوي على جين خلال تفاعل البلمرة المتسلسل PCR.
  • وبذلك يتم استنساخ عدد كبير من الجين.


النعجة دوللي والاستنساخ

يندرج تعريف الاستنساخ في مختبرات البحث العلمي والتطوير؛ على كل ما يمكن مضاعفته من الخلايا الحية، فمثلًا عند مضاعفة الحمض النووي (DNA) وتكثيره في عملية تسمى تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR)؛ يكون هذا الأمر استنساخًا، ومن ذلك يمكن التدرج لما هو أكبر من مثل استنساخ النعجة دوللي،[١] وقد تم استنساخ النعجة دولي (dolly) عام 1996م، وذلك عبر التأكد من نقل الحمض النووي من نواة خلية في طور الانقسام، ضمن عملية تسمى نقل خلية جسمية نووية (somatic cell nuclear transfer)، مما نتج عن نسخة مطابخة للحمض النووي الأصلي، من ثم جسم النعجة بالكامل، ورغم مُضي أكثر من 15 عامًا على استنساخ لنعجة دولي؛ إلا أن تطبيقات الاستنساخ امتدت لتشمل الخلايا الجذعية لمعالجة العديد من الأمراض المزمنة، وهو أمر جيد.[١]


منافع الاستنساخ

تستخدم عملية الاستنساخ في تكثير عدد من الأمور المهمة المستخدمة في التطبيقات الطبية العلاجية، من مثل:[٤]

  • استنساخ الخلايا الجذعية (stem cell)، والتي تمتلك القدرة على النمو بمختلف أنواع الخلايا والأنسجة، وهو أمر ممتاز لعلاج الخلايا العصبية المتضررة في الحبل الشوكي، أو لتجديد الخلايا المسؤولة عن صنع الأنسولين، وبالتالي معالجة مرضى السكري.
  • استخدم العلماء الاستنساخ لدى الحيوانات، لاكتشاف الطفرات الجينية المسببة للأمراض، وبالتالي المقدرة على علاجها، كما أن استنساخ البقر مثلًا جاء لزيادة الإنتاج الغذائي، أي الحليب ومشتقاته واللحوم.
  • استنساخ الأعضاء هو الهدف العلمي الآن، بحيث يتم استخدام الخلايا الجذعية واستنساخها للمساعدة على نمو عضو كامل، من ثم استخدامه في زراعة الأعضاء من مثل الكبد والكلى وغيره، ومعالجة المرضى.[٥]


الاستنساخ والأخلاقيات

الاستنساخ غير مقبول أخلاقيًا لدى عدد كبير من الدول والشعوب؛ خصوصًا عند الحديث عن فكرة استنساخ الإنسان، وهو ما ترفضه القيم المجتمعية والدينية وكرامة الإنسان نفسه، ورغم العديد من المزاعم المفيدة لاستنساخ البشر، إلا أنه أمر لم يتم حتى الآن، ومن ذلك كان الإقبال على استنساخ الحيوان؛ أخف وطأة، وأكثر نفعًا، كما اتجهت الدراسات والأبحاث العلمية، إلى الاستنساخ العلاجي لفائدة الإنسان الصحية، وهو أمر يلاقي نجاحًا واستحسانًا، من مثل استنساخ الخلايا الجذعية كما سبق ذكره.[٣]


يوجد أيضًا خلافاً فلسفياً حول أخلاقية الاستنساخ وتعارضها مع التكاثر الطبيعي، بالأخص أنه ولدى إيجاد نسخ متطابقة من إنسان آخر، قد تحدث أزمة أخلاقية في المجتمع لتشابه الهويات وغيره، كما سيثير الأمر نزعة نحو تحسين النسل من خلال تحديد واختيار الصفات المرغوبة، وهذا انتهاك لكرامة الإنسان وحريته.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "cloning", britannica, Retrieved 3/12/2021.
  2. ^ أ ب ت "2Cloning: Definitions And Applications", ncbi.nlm.nih, Retrieved 3/12/2021.
  3. ^ أ ب "Cloning Fact Sheet", genome, 15/8/2020, Retrieved 4/12/2021.
  4. "Cloning", nationalgeographic, 8/7/2019, Retrieved 4/12/2021.
  5. "Cloning", sciencedirect.com, 1/1/2012, Retrieved 4/12/2021.