ما هي الثدييات الجرابية؟

تعريف الثدييات الجرابية

يُطلق اسم الثدييات الجرابية، أو الشقبانيات، أو الجرابيات (بالإنجليزية: Marsupialia) على مجموعة من الثدييات التي تتميز بالولادة المبكرة والتطور المستمر لحديثي الولادة أثناء تعلقها بالحلمات الموجودة في أسفل بطن الأم، ومصطلح الجراب الذي اشتق منه الاسم؛ يعني الحقيبة، وهي عبارة عن قطعة من الجلد تغطي الحلمتين في العديد من الأنواع، بينما تكون الحلمات مكشوفة تمامًا في بعض أنواعٍ أخرى، ويبقى الصغار مرتبطين بقوة بالحلمات التي تعطي الحليب لفترة تقابل الجزء الأخير من نمو الجنين في رحم الثدييات المشيمية (بالإنجليزية: Eutherian) تقريبًا، وتُسمى هذه المجموعة أيضا بالثدييات الكيسية.^[١]

الصفات الشكلية للثدييات الجرابية

يولد الحيوان الجرابي في حالةٍ غير مكتملة، حيث يولد بأطراف خلفية متكونة جزئيًا فقط، ولونه أشقر، ولا يوجد شعر يغطيه، ولكن مع مرور الوقت تتكون الأطراف الأمامية، وتُزود أصابع القدم بمخالب منحنية حادة، حيث يستخدم هذه المخالب للصعود إلى الجراب، كما أن الجرابيات تمتلك عظم عانة إضافي موجود فوق العانة، وذلك لدعم الجراب الموجود على أجسادهم، وهناك العديد من الجرابيات - مثل حيوان الكوالا - تكون أصابعهم ملتصقة ببعضها البعض، وهي طفرة تعرف باسم ارتفاق الأصابع (بالإنجليزية: Syndactyly). ^[٢]

يُغطي الشعر أجسام الجرابيات مثل الثدييات الأخرى،^[٣] وعلى الرغم من أن كلمة "جرابي" مشتقة من الكلمة اللاتينية (Marsupium) والتي تعني كيس، إلا أن جميع الجرابيات ليس لديهم أكياس، ولكن لديها جراب أو حقيبة لحماية النسل أثناء الرضاعة من الحلمات، وفي بعض الأنواع يكون هذا الجراب مجرد طية، وليس شيئًا يمكن أن يتناسب مع مرحلة نمو الصغار.^[٢]

تغذية الثدييات الجرابية

للحيوان الجرابي مشيمة قصيرة العمر تُغذي صغاره لبضعة أيامٍ فقط قبل ولادته، أما بقية التغذية فتأتي من حلمات الأم داخل الجراب، فيُغذي حليب الأم الصغار ويسمح لهم بالنمو والتطور،^[٢] وقد تمتد فترة الرضاعة لوقت طويل حيث يرضع الكنغر الصغير من أمه حتى عندما يكبر ويصل إلى حجمها تقريبًا،^[٣] أما الجرابيات البالغة فيختلف غذائها باختلاف أنواعها فمنها ما يتغذى على النباتات فقط، ومنها ما يتغذى على الحشرات، وبعضها ينتمي إلى آكلات اللحوم؛ فيتغذى على الحيوانات الصغيرة الأخرى.^[١]

توزيع الثدييات الجرابية عبر التاريخ

يوجد أكثر من 330 نوعًا من الثدييات الجرابية في العالم، ويعيش ثلثي هذا العدد تقريبًا في أستراليا، بينما يعيش الثلث الآخر في أمريكا الجنوبية غالبًا،^[٢] وقد كانت الجرابيات شائعة جدًا في أمريكا الشمالية خلال حقبة الدهر الوسيط، لدرجة أنها كانت أكثر شيوعًا من الثدييات المشيمية، واستمر وجودها حتى منتصف إلى أواخر العصر الثلاثي، والعديد من أشكال الجرابيات في أمريكا الجنوبية تشبه الأبوسوم الذي كان متواجدًا في أمريكا الشمالية.^[٣]

بدأت الجرابيات في أمريكا الجنوبية بالانقراض في أواخر العصر الميوسيني وأوائل العصر الجليدي عندما تشكل اتصال بري مع أمريكا الشمالية، مما سمح للثدييات المشيمية بالعبور إلى أمريكا الجنوبية، وهذا يفسر قلة الأنواع الموجودة في أمريكا الجنوبية، أما في أستراليا فلا تزال الجرابيات متنوعةً للغاية، وهي الثدييات الأصلية فيها.^[٣]

الفرق بين الثدييات الجرابية والثدييات المشيمية

عدد أنواع الجرابيات أقل بكثير من أنواع الثدييات المشيمية، إلا أنها تتنوع بشكلٍ كبيرٍ هيكليًا وجسديًا، فقد تكون صغيرة جدًا ولها أربعة أقدام، وقد تكون كبيرة جدًا كالكنغر الكبير ذو الأرجل، كما أن هناك العديد من حالات التطور المتقارب بين الجرابيات والثدييات المشيمية، فقد تطورت الأنواع في المجموعتين بشكلٍ مستمر فقامت بالحفر والرعي،^[٣] وتُعد أدمغة الجرابيات بسيطة جدًا مقارنةً مع أدمغة الثدييات المشيمية من حيث التركيب والكتلة، ولذلك فهي أقل ذكاءً من الحيوانات المشيمية، وهذا يوضح سبب اختلاف سلوك المجموعتين نوعًا ما، كما يؤثر على الصوت لديهم فيكون نطقهم أكثر محدودية وأقل تغيرًا من الثدييات المشيمية؛ باستثناء ذكور الكوالا التي تمتلك هديرًا شرسًا وغير متوقع.^[١]

أمثلة على الثدييات الجرابية وخصائص كل منها

هناك العديد من أنواع الثدييات الجرابية التي تختلف في سماتها، والجدول الآتي يوضح عددًا منها:^[٤]