الثدييات الوحيدة التي تطير: الخفافيش

تعتبر الخفافيش (بالإنجليزيّة: Bats) النوع الوحيد من الثدييات الذي يمكنه الطيران، ويتشابه جناح الخفاش مع يد الإنسان إذا تخيلنا أن الجلد بين الأصابع أكبر وأنحف وأكثر امتداداً، ويساعد هذا الغشاء الجلدي المرن الذي يمتد بين عظام الأصابع الطويلة والعديد من المفاصل المتحركة على جعل الخفاش طيارًا رشيقًا سريع الحركة، وغالبًا ما يتم النظر إلى الخفافيش على أنها مخلوقات مخيفة فقط، بينما هي في الحقيقة مخلوقات مفيدة تؤثر على حياة الإنسان بالعديد من الجوانب الإيجابية؛ كتلقيح الفواكه، وأكل الحشرات المزعجة، وغيرها من الأمور التي تقوم بها هذه المخلوقات الليليّة التي تنشط في الليل وتسكن في النهار.[١]


الصفات الشكلية للخفافيش

تختف أحجام الخفافيش وفقًا لأنواعها، فأكبرها يصل امتداد جناحيه عند فتحها إلى متر ونصف المتر، بينما يبلغ طولها عند البعض الآخر 15 سم فقط، وتتكوّن أجنحة الخفافيش من أذرع طويلة، وأيدٍ، وعظام أصابع طويلة مغطاة بطبقة مزدوجة من الجلد الرقيق الذي يطلق عليه اسم الغشاء، وهو رقيق جداً، ويمكن للضوء أن يعبر من خلاله، وهو يحتوي على أوعية دموية، وأعصاب، وعضلات، ويعتبر هذا الغشاء صلباً ومرناً في الوقت نفسه، وهو الأمر الذي يتيح للخفافيش تحريك أجنحتها، وبالتالي امتلاك القدرة على الدوران والمناورة بسرعة كبيرة، وأثناء الجو البارد تطوي الخفافيش أجنحتها على نفسها، أما في الجو الحار فإنها ترفرف بأجنحتها للتبريد على نفسها.[٢]


لبعض الخفافيش ذيولًا تتجاوزالغشاء في معظم الخفافيش، وقد تحتوي أصابعها على مخالب تستخدم لتسلق الأشجار أو الهياكل الأخرى، وعند النوم أو عند أخذ قسط من الراحة فعادة ما يتدلى الخفاش رأسًا على عقب ممسكًا بمخالبه بسطح صلب.[٢]


أماكن انتشار الخفافيش

هناك أكثر من 1400 نوع من أنواع الخفافيش تنتشر في جميع أنحاء العالم حيث يمكن العثور عليها في كل مكان في الكوكب تقريبًا باستثناء الصحاري القاحلة والمناطق القطبية، وتختلف أحجام الخفافيش وأشكالها باختلاف أنواعها، فالخفاش المعروف بذو أنف الخنزير (Kitti’s hog-nosed bat) يزن أقل من بنس واحد مما يجعله أصغر الثدييات في العالم، وعلى الصعيد الآخر فهناك النوع المعروف باسم الثعلب الطائر (flying foxes) الذي يمكن أن يصل امتداد جناحيه إلى 1.8م تقريباً، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكيّة وكندا موطنًا لحوالي خمسة وأربعين نوعًا من الخفافيش، كما توجد أنواع أخرى في أراضي الولايات المتحدة في المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي.[١]


سلوك الخفافيش

يُعد النشاط الليلي صفة رئيسية للنمط السلوكي للخفافيش، فجميع الأنواع تقريبًا تنام في النهار وتنشط في الليل، وتحميها جولاتها الليلية من الحيوانات المفترسة النهارية، والتعرض للشمس ودرجات الحرارة المرتفعة، وخلال النهار تنام الخفافيش في أماكن منعزلة ومظلمة مثل الكهوف، والشقوق، والمباني المهجورة، أو في مظلات الأشجار الكثيفة، حيث تدخل العديد من الأنواع في حالة من السبات أثناء النهار، وتخضع العديد من أنواع الخفافيش إما للسبات الموسمي حيث تتجنب خلاله الظروف البيئية القاسية، أو تهاجر إلى مواقع أفضل لتقضي فيها وقاتها.[٣][٤]

المراجع

  1. ^ أ ب "13 Awesome Facts About Bats", doi, Retrieved 16/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Bats", animals.jrank, Retrieved 16/10/2021. Edited.
  3. "bat", britannica, Retrieved 16/10/2021. Edited.
  4. "bat-facts", activewild, Retrieved 16/10/2021. Edited.